القصة


مدريد من نافذة غرفتي
في يوم من الأيام,انتهيت من دراستي الشاقة,ففجاءني النعاس,ولكن صعب علي تغميض عيني,فجلست على الكرسي,وبدأت أتأمل مدريد من نافذة غرفتي:
أرى خضار الأشجار وكأنه نفطٌ خُضرٌ,وأرى صفاء السماء وروعتها,وأرى الطيور تطير يمينًا وشمالًا وكأنها تبحث عن شئ,لكنني لم أدرك ما هو.
أرى الأضواء وكأنها شموع تنوّر الطرقات,بدت لي وكأنها شمس تفصل بينها موج من الطيور.
أرى بنيانًا متعددة الأحجام وكأنه طبق فول وذلك الزيت يتمرجح بأطرافها.
غلبني النعاس,وفي صباح الغد استيقظت بجانب النافذة بعد حلم عميق.
محمد لباد 4-11-2010
خواطر شاب
(خاطرة)
أتمنى أن أصبح معلمًا,لأنني في الثلاثين من عمري,سأعلم أجيالًا وأجيال,وسأدخل نظامًا مسليًا بالدراسة.
أتمنى أن أصبح طبيبًا,لإنقاذ حياة الآخرين,ونيل دعاءهم,ورضى الله عز وجل.
أتمنى أن أصبح قارئًا للقرآن,متقنًا لحروفه وحدوده,لتعليم الشباب والأطفال كتاب الله,فأكسب بكل حرف عشرة حسنات.
أتمنى أن أصبح محاميًا,لنصرة المظلومين,ولفك العدوان الإسرائيلي عن فلسطين بكلماتي.
أتمنى أن أصبح مخترعًا,مثل "مهند أبو دية" وأمثاله,وأتعدى الأرقام القياسية باختراعاتي,وأسجلها في كتاب غينيس العالمي.”GuinnessWorldRecords”
أتمنى أن أصبح داعيًا,داعيًا لدين الله,لأوضح دين الإسلام للغرب الضالين,وللشمال الملحدين.
أتمنى أن أصبح مهندسًا,لتشييد البناء,ورفع طبوق البيوت.
أتمنى أن أصبح ضابطًا,لخدمة وطني الإسلامي,ورفع راية الدين,وتحرير فلسطين.
أتمنى أن أصبح شرطيًا,لإجتناب الرشوة,وخدمة البلاد,ولطالما كانت أمي بلدتي.
أتمنى أن أصبح كاتبًا,بل وشاعرًا,لتأليف الكتب والدواوين,وتشجيع الشباب للقراءة والكتابة.
ماذا أتمنى؟!ماذا تتمنى؟!
متى سنحقق قول:لطالما كنت تفتخر بالإسلام,فمتى سيفتخر الإسلام بك؟
فكِّر بمستقبلك قبل فوات الأوان.
محمد لباد 21-10-2010
أين أنا؟ 
في يوم من الأيام النادرة في الصيف,كان الجو معتدلا,والشمس مخفيه...
في ذلك اليوم,في المدرسة العربية السعودية بمدريد,كانت "العشرات" قد أهملت,فذهبت "العشرة" عند القاضي مطَالِبَةً,فقالت:أين أنا؟! لقد تركوني وضيعوني,واستبدلوني ب"الممتاز" و"الأحسنت" و"الجيد جدًا",أين أنا يا حضرة القاضي؟؟؟
فقال القاضي مستغربًا:أهذا كل ما لديك؟
قالت "العشرة":نعم يا حضرة القاضي.
ظهرت علامات الغضب على القاضي,فقال:اغربي عن وجهي ولا ترجعي إلا بعد البحث عن دلائل الاتهام أو بتهمة الجرم المشهود.
فذهبت "العشرة" حزينةً يبدو عليها الإصابة بمرض الإكتئاب النفسي,ففكرت بقول القاضي,فقالت في نفسها:حسنٌ,عندي فكرة,ستندمون على ذلك,سأوسوس طلاب المدرسة كي يهملوا الدراسة,فيستبدلون "الممتاز" و"الأحسنت" و"الجيد جدا" ب"لوحظ" و"ابحث عن الجواب" و"مقبول".
أصرّت "العشرة" بقيامها لهذه الخطة الشريرة,وكانت العواقب وخيمةً جدًا,وأصبحت المدرسة خاليةً من الطلاب...
مرّ أسبوع وأسبوعان وثلاث,وقد كان مدير المدرسة "راكان" يبحث عن حلٍ لتلك المصيبة,فلم يجد سوى الحوار مع "العشرة",فانطلق ليبحث عنها...ولكن الحوار لم يجدي نفعًا...
وفي اليوم التالي,اجتمع المدير و"العشرة" في المحكمة.
قال المدير:أيتها "العشرة",كيف تجرئين على تلك الفعلة الشنيعة؟
أردفت "العشرة" وتلك الضحكة الشريرة على وجهها:أنت من جلبته لنفسك,أعطيني دليلًا على أنني أنا الفاعلة.
قاطع القاضي كلام المدير حينما أراد الكلام,وقال:سوف نؤجل هذه القضية حتى تجد دليلًا أو بالجرم المشهود.
أضاف المدير سريعًا:لحظة أيها القاضي,دعني أُكمل كلامي من فضلك-توجه المدير إلى العشرة,وآثار الحزن والندم واضحةٌ على وجهه:حبيبتي,سامحني,اعذريني,أرجوك,حتى ولو لم تكون أنتي,ولكن ربما كنت مخطئا بحقك.
تسلل الدمع من عيون المدير,وقال:عزيزتي,أعدك بأنك من الآن وصاعدا سأضعك في أعلى المراتب قدرًا,وأعدك أيضا بأن أضع لمحمد لباد عشرةً في كل مواضيعه,هل تتقبلين أسفي؟
لم تستطع العشرة إمساك نفسها من البكاء...
وحتى يومنا هذا,أصبحت العشرة شعار المدرسة السعودية بمدريد,وعاشوا جميعا بسلام إلى الأبد.
محمد لباد 10-10-2010
برٌ وتقوى وإيمان...تتحقق الأحلام
علي شاب مسلم,عربي الجنسية,أسود الشعر,كثيف الحاجبين,لديه ندبة صغيرة في خذه الأيسر بسبب حادث بسيط في المدرسة,عمره 23 سنة,انتقل إلى لندن لسبب ظروف البطالة منذ شهرين,وهو الآن يعيش بشقة مستأجرة,يعمل عملاً خفيفًا يسدد له كلفة عيشه وسكنه,وليس لديه أوراق الإقامة.
إيزابيلا فلوريس:إمرأة كاثوليكية إسبانية الأصل والمنشأة,انتقلت إلى لندن لسهولة الحياة,ولزيادة الكلفة بمدريد,عمرها 43 سنة,وهي مطلقة,لها طفل من زوجها السابق,شكلها بشع,فهي بالنسبة لصديقاتها عجوزة حمقاء,بُنّية العينين,سوداء الشعر,تبدو تجاعيد الكبَر بوجهها,وهي خطيبة(عشيقة) علي,بدأت علاقتهما الغير الشرعية منذ شهر ونصف,تسكُنُ على بُعد شارعين من منزل علي,وكان هدف علي من هذه العلاقة الحصول على أوراق الإقامة.
في صباح يوم الأحد,استيقظ علي من نومه,والنعاس يجذبه لفراشه...
كان البرد قارسًا جدًا,والثلج يلبس المدينة بأكملها...
انزعج علي من قطرة ماء تسللت على وجهه,بعد أن أفاق من حلم زفافه بشابة جميلة...
لم يستطع علي النوم مرة ثانية,بسبب الصواعق المُرتجّة,ففكر علي بمكالمة خطيبته,ولكن ما زال الوقت مبكرًا جدًا,فآوى إلى فراشه بعد أن جفت بقعة الماء,وذاكرته تخطط بجدول أعماله في يوم عطلته(السبت والأحد يوما الإجازة بأوروبا).
وفي وقت الضحى,بعد إعتدال الجو,أفاق علي من شبه نعاسه وأسرع بالإتّيان بهاتفه المحمول ليرسل رسالة نصية لعشيقته من أجل إصطحابها,بغير عادته...
شعر علي بالضيق,فليست من عادة إيزابيلا عدم الرد لرسائله...
انطلق علي ليرى آثار تلك الليلة الممطرة,وفي طريقه فكّر بالمرور على بين عشيقته للإطمئنان عليها...
فبينما هو يسير,سمع نداءً خفيًا يأمره بالتركيز,إذ أبصر إيزابيلا وطفلها يخرجان من سيارة لامبورجيني من طراز 2008...
لم يدرك علي ما عليه القيام به,فهو ما زال شاب بالثالثة والعشرين من عمره,فهذه تجربة جديدة عليه...فعاد إلي بيته من غير حول ولا قوة...
جلس علي في شقته وعقله مشغول بالتفكير,فقطعت ساعة الفجر تفكيره بالرنين لصلاة الظهر,وقد كانت هذه الساعة آخر هدية من والده قبل وفاته...
بعد أن انتهى من صلاته,دعا ربّه أن يرزقه الزوجة والذرية الصالحة,والرزق الحلال الواسع...ومكث عطلة نهاية الأسبوع في شقته...
بعد مرور أسبوع من العمل والشقاء,وعدم الرد على مكالمات إيزابيلا,فهي لم تزره منذ تلك اللحظة,فعلم أنها مع ذلك الرجل غريب الأأطوار...وهذا ما خاف عليه منذ بداية علاقتهما...
بعد ثلاثة أسابيع,لم يرَ علي وجه إيزابيلا,فنسيها,وما زالت مشكلة الأوراق تشغل بال علي,فدعا ربه التيسير...
كان علي منذ بضعة أيام قد بدأ بالمحافظة على الصلاة في المسجد,وذلك بعد أن انتهى مشروع الترميم,ويبعد ذلك المسجد حوالي خمس مئة متر من بيته,وكان قد زاد عليٌ عمله الليلي.
بعد مرور الأيام والأسابيع,اهتم علي بتعليم اللغة الإنكليزية,فبدأ بمصادقة العرب والفرنسيين المسلمين في ذلك المسجد...بل وبحضور الدروس والمحاضرات...
بعد مضي ستة أشهر من غربته وبعد ثلاثة أشهر من استقامته ومدوامته على الصلاة جماعةً,طرحت له أمّه المقيمة في سوريا مع أخوان عليٍ بالزواج...
وبعد شهرين من فكرة الزواج..كان علي قد نسي ذلك...وما عادت أمه تذكِّرُهُ بالزّواج...وفي يوم من الأيام...سمع علي أن لدى إمام المسجد بنتًا في التاسعة والعشرين من عمرها...وهي في عمر الزّواج...ومشكلة أوراق الإقامة الشرعية تشغل فكرهُ.
مضت سنة وهو في بلاد الغربة,تعلم علي اللغة الفرنسية,وبعد توفر المال لديه,اشترى شقة...فكر علي بالتقدم لابنة الإمام,ولكنه أراد رؤيتها أولا...
وبعد عدة أيام,بعد أن انتهى إمام المسجد من درس صلاة العشاء,لحق عليٌ إمام المسجدِ إلى بيته متخفيًا...
وفي يوم السبت...انطلق علي إلى بيت الإمام,فانتظر طويلاً...خرجت ريم من بيتها مع صديقاتها العربيات الفرنسيات...فذُهلَ بجمال ريم...
وفي اليوم التالي...لم تفارق ريم مخيلة علي...وحضر علي درس الإمام,وقد كان عنوان درس تلك الليلة (يا معشر الشباب),فسمع علي قول الرّسول-صلى الله عليه وسلم-:(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج).
بعد أن انتهت المحاضرة,انطلق علي إلى بيته فرحا...فاتصل بأمه...وأخبرها بأنه ذُهلَ من جمال ريم وأخلاقها العالية...
مرّ أسبوع...وسافرت أم نزارٍ إلى إنجلترا مع نزار وعائلته...لطلب يد تلك الشابة اليافعة الجميلة...وترضّت أم نزار ابنها بعد أن شاهدت بعينيها تحسن وضع علي ماديًا...ولا سيما بعد إتقانه الإنجليزية...ودعت له أمّه بأن يجعل ريم من نصيبه,وأن يرزقه الله الذرية الصالحة,وبأن يحصل على إقامة شرعية بإنجلترا.
تجهّز علي وعائلته لطلب ابنة الإمام...وعندما وصلوا...رحبّ بهم الإمام...وطرحوا الموضوع...بعد أسئلة وأخذ وافق الإمام على زواج علي من البنت...
ومضت مدة قصيرة...جهّز فيها علي بيت الزوجية وأثَّثها,وعُقد القرآن,وتم الزفاف,وعاشا في سعادة ورغد من العيش...برٌ وتقوى وإيمان...وتحققت الأحلام...ورُزقوا بأبناءٍ صالحين.

محمد لباد 5-10-2010م


 هذه هي القصة التي شاركت بها في المسابقة الثالثة للقصة القصيرة وقد كانت النتيجة 2-23


الرحمة ماتت

سمعت صوتا يناديني ففزعت من النوم وقمت بإشعال شمعة وأخذت نفسا عميقا.
استيقظت على بكاء طفلة يافعة جميلة,وكانت الدموع قد ملأت وجهها,فمددت يدي إليها,فقد كانت لي رغبة باحتضانها,وما هي إلى ثوان,والدماء كان قد سال من يديها,وهي تقول:فداك نفسي يا قدس.
خرجت من بقايا الأنقاض,فرأيت أناس قد اشتد البياض على وجوههم,شاب قطعت يده,وعجوزة يصعب عليها الحراك وهي تبحث عن أولادها,تسألت:ألهم ذنب فيما حدث؟؟؟
دارت تساؤلاتي,وعندما خرجت من هذا المنظر المؤلم رفعت بصري إلى السماء,فإذا بطائرة تقصف بناء طويلا,وهو يعم بالناس فقد تدحرجت صخورها واللون الأحمر كان قد ملأ المكان.
أسرعت إلى مكان الحادثة,وإذا برجال الإسعاف هناك ولكن الأمر يحتاج إلى الرجال الأقوياء,فمن سيزيح تلك الصخرة؟؟؟وبعد أن تم نقل جثث الأبرياء واستعد رجال الإسعاف للذهاب,كان الجوع قد غلبني فطلبت من رجال الإسعاف ما يسد جوعي,فأعطاني أحدهم قطعة خبز,وبينما أنا أكل هذه القطعة رأيت من هو أحق مني بها فأعطته إياها,فشكرت الله.
انطلقت مشيا في اتجاه الشمال قرب الحدود,وعندما قربن منها,رأيت دبابة تطلق الصواريخ القاتلة,ولكنها لا تكتفي بصاروخ واحد بل بالعشرات المتتاليات.وبينما أتأمل تلك الصواربخ,أثار إعجابي,أن إحداها ضربت مستشفى السلام,وعندما غيرت الدبابة مسارها,وجهت بصري إلى هذا المستشفى فبدلا من أن يكون مستشفى يسعف الناس أصبح مستشفى يحتاج إلى من يسعفه.
كانت ليلة باردة جدا,فالسماء مليئة بدخان الظلم ووأنا لا أكاد أرى شيئا,فوضعت قطعة قماش على عيني كي لا يدخل الغبار.
حان وقت الصلاة,فهرولت نحو المسجد الأقصى كي أصلي المغرب والعشاء,ففي كل خطوة ألمس بها الأرض أشاهد دما أحمر بريئا,وفي كل ما أرى اجد حزنا,ففي كل كمان حادثة,وفي كل اتجاه دبابات,وفوق الارض مروحيات.
وعندما وصلت إلى المسجد الأقصى بعد أن تمكنت من اجتيازبعض الجنود الصهاينة.
دخلت المسجد,فذهبت إلى أماكن الوضوء,فلم أجد ماء بعد أن بحثت هنا وهناك,فانطلقت لكي أتيمم بالتراب بالتراب من بعد بحث شاق عن تلك البقعة من التراب دون السائل الأحمر.
بعد الصلاة,دعيت للفلسطينين بالنصر وأن يرزقني الله الشهادة.
وعندما خرجت من المسجد رأيت المقاومة الفلسطينية تقاتل الجنود الصهاينة,فانطلقت متحمسا للقتال في سبيل الله طالبا الشهادة,فقتلت أربعة جنود فذهبت إلى الخامس,ولكن قد أصابني جرح في قدمي فوقعت أرضا فأغمي علي.
تسللت دمعة من عيني,فتلوت ثلاثة أجزاء وبها كنت قد ختمت كتاب الله,فرفعت كلتا يداي إلى السماء داعيا الله بأن يحرر فلسطين والنصر المؤزر لها.
            
محمد لباد-15-7-2009
      

هذه هي القصة التي شاركت بها في مسابقة القصة القصيرة التي أقيمت بالمعهد المصري في مدريد,وقد كانت النتيجة 20 من 23 ,والحمد لله...
                                     مشكلة عويصة
في يوم ما استيقظت الحروف الأبجدية على صوت القاف وهي تندب: ألحقوني!, ألحقوني!,ألحقوني!, لقد توفت الياء. وماهي إلا دقائق حتى كانت جميع الحروف الأبجدية حاضرة في بيت الياء.

فصاحت القاف - وهي تلطم على خديها - قائلة: أيتها الحروف الأبجدية, لقد توفت الياء الحكيمة، فلابد من كل منا أن يذكرها بالخير لكيلا تنسى ما دمنا متوحدين، ولا تنسوا ما قالت لنا الياء قبل وفاتها.
فردَّت الكاف قاطعة كلام القاف: وماذا قالت الياء؟
فأجابت القاف بصوت أعلى : لقد قالت – وهي تبلعُ ريقها - أن الواو هي التي ستحل مكانها بعد وفاتها.
فقالت الفاء: وما كان دور الياء بيننا ؟
قالت القاف: لقد كانت الياء راعية لنا .
فقالت العين : ومن سيكون راعيا لنا بعدها ؟
قالت القاف: ومن سيكون؟ ... الواو طبعًا، لأنها ابنة عم الياء، فعمَّ المجلسَ لغط ، بين مؤيد ومندد، ولم يتوصل القوم إلى شيء ، سوى اتفاق على عقد اجتماع في جامعة الحروف الأبجدية بعد سبعة أيام . وعندما اجتمعت الحروف الأبجدية ،
قالت الألف: أنا واقفة طول الوقت في خدمة العلم ولا أنحني لأحد .
الباء: أما أنا فحدث ولا حرج ... خدمتي معروفة ... لاسيما وشكلي يشبه طبق فول .
التاء: أنا ابنة عم الثاء والباء، وفي حضني تفاحتان جاثمتان على صدري .
الثاء : الله في عوني ! حملوني أكثر من طاقتي ... ثلاث نقاط نائمة على قلبي .
الجيم : إن ظهري قد احدودب من كثرة العلم .
الحاء: أما أنا فقد كنت مثل الخاء ولما عوقبت مرة في درس الإملاء حذفوا مني نقطتي .
الخاء: آه ... أنا ابنة عم الحاء والجيم ، أشكو من شخبط شخابيط الطلاب كثيرا .
الدال: شفتاي ورديتان مثل الملقط ، من لا يعرفني يسقط .
الذال: لي ضلعان ، سقط شعري من كثرة الدراسة ، وبقي على أحدهما شعرة .
عندها وقفت الواو خائبة أمام أخواتها الأحرف قائلة: هل تعلمون معنى الأحرف الأبجدية ؟ هل تعرفون أنكم أجمل الأحرف ؟ هل تعلمون أن بدونكم لم يكن هناك شيء يسمى الكتابة ؟
وفي اليوم التالي استيقظت الحروف على صوت القاف وهي تنادي: ألحقوني, ألحقوني , ألحقوني لقد توفت الواو بالسكتة القلبية من كثرة خلافكم ولغوكم .
اجتمعت الحروف الأبجدية اجتماعا فوق العادة . فقالت القاف : أيتها الأحرف الأبجدية , إن الواو هي أخت لنا فلابد أن نذكرها بالخير لأنها علم كبير من علمائنا .
صاحت اللام: ومن سيكون راعينا بعد الآن؟
فقامت الراء قائلة : أنا أشبه لوحة التزحلق ، فهل نسيتم فضلي ؟
وأردفت الزاي: أنا ابنة عم الراء لم نفترق منذ خلقنا في كلمتي "زرابي" و"زرافة".
وقالت السين : إذا قالت السين قولا فصدقوها ، وإن سقطت جميع أسنانها وبقي لها ثلاث .
الشين : بي عرفتم كتابة "الشيطان" فإياكم إياكم من وسوسة الشياطين ...
الصاد : أنا هادئة أنيقة ، ولو تنتابني قشعريرة عند كتابة "صرصور" .
وقالت الضاد : ما لكم عن الحق تحيدون ؟! ألم تكن لغتكم تسمى لغة الضاد ، وإن كان بعض العرب يلفظني ظاء ؟!
فعم المجلس كلام فارغ وفوضى وحدثت مناوشات بالأيد... فأجّل الاجتماع إلى أجل غير مسمى .


محمد لباد-مدريد-7-7-2008



مات!!!
اجتمع "حاضر"و"ماذا"و"نعم"و"لا"في بيت"آسف"وقد كان "آسف" يواجه سكرات الموت فأراد إلقاء آخر كلمات عمره لأصدقائه.
فقال:يا أخواني,أوصيكم بالطلاب,فإن قال الأستاذ:هل أحد غائب؟فليقل الطالب"حاضر".
وإن سأل الأستاذ:هل كتبت الواجب؟فليقل الطالب"نعم".
وإن سأل المدير:هل ضربته؟فليقل الطالب"لا"
فقال"حاضر":وإن طرد المعلم الطالب خارج الصف فماذا يقول؟
قال"آسف":يقول الطالب"آسف",فيجيبه الأستاذ:مات"آسف".
محمد لباد-8-11-2008-مدريد


القلم الضائع

يحكى أن رئيس الشرطة قد تزوج,فأعطته إمرأته قلما من الفضة.وفي يوم من الأيام جاء مجموعة من الناس يشكون عن ضابطين من الشرطة يقومون بوضع المخالفات لكي يأخذا الرشوة.وفي يوم الأيام جاء وفد يشتكي على الضابطين وعندما ذهب الوفد,نظر هنا وهناك فلم يجد القلم,فنادى بالضابطين فكلفهم أن يبحثا عن هذا القلم,فذهب الضابطين وسجنوا جميع الناس الذين اشتكوا عليهم.
وفي يوم من الأيام تكلمت زوجة رئيس الشرطة مع زوجها,فعلم أن القلم الضائع في البيت,فأمر الضابطين بإطلاق سراح الناس,وبذلك نجى الضابطين من العقوبة بسبب ذلك القلم الضائع.
محمد لباد-30-10-2008-مدريد
كيف سأقضي عطلتي؟

في صباح يوم مشمس,خال من الإختبارات المدرسية,جلست في إحدى كراسي غرفتي,وتسألت:كيف سأقضي عطلتي؟
وبدأت بالبحث عن الجوال حتى وجدته حينما لقيت أصدقائي بعد صلاة الجمعة,فسمعت مجموعة من الأصدقاء يتفقون على زيارة بعضهم البعض فيقولون أنهم ذاهبون إلى بلدان متعددة,وأخرون يقولون أنهم سيبقوا في أسبانيا أما الأخرون فلا يعلمون.
ثم سألني أحد الماكثين ماذا ستفعل في العطلة؟؟؟
فقلت له بكل صراحة:أما انا فعداكم,سأقوم إن شاء الله بالتسجيل في أحد المعاهد لكي أحفظ مواهيبي وقدراتي,أما أنتم فليكون الله في عونكم.
محمد لباد 29-6-2008 مدريد

الصيف

في يوم من الأيام,في صباح يوم مشمس جدا,كان الجو حارا,فإستيقظت فجأة وجسدي يزداد عرقا,وأنا في دهشة تامة,ففي الأمس كان الجو باردا أما اليوم حار.فذهبت إلى أمي,فوصفت لها ما حدث.
فقالت لي:يا بني,لقد حان فصل الصيف,ففي فصل الصيف يبدأ الحر وفي الصيف تبدأ العطلة.
فقلت لها:إنني أحب الصيف وبنفسي الوقت أكرهه للسببان التي قلتهما.
فذهبت مع أصدقائي فلعبنا ومرحنا,وحُرقنا وعرقنا.
محمد لباد 28-6-2008 مدريد

قصة الألوان

في يوم ما,إستيقظ اللون الأزرق بسبب لكمات أحمد وبعد قليل اِستيقظ الأسود وكذلك الأخضر و الأحمر,فبدأت علامات الغضب والإنزعاج على وجوههما.
فقال الأزرق:أنا جميل جدا,ولكنني أحس بأنني محاب جدا بين الناس وخاصة الطلاب.
وقال الأسود:أما أنا فأكون في الحكايات الحزينة و تحديدا التي تعبر عن الغضب.
وقال الأحمر:أنا مشهور جدا وخاصة عندما يكتب المدرس على الطالب عشرة أو صفرا.
وقال الأحمر:أما أنا فإنني أنيقة جدا ومستعدة للزواج من أي لون يتقدم إلي.
محمد لباد 5-5-2007

مقاومة التكرار
في صباح يوم الإثنين استيقظت مبكرًا جدًا,فكنت أفكر:هل سيصبح هذا اليوم كباقي الأيام؟؟؟
دارت تساؤلاتي وبينما أخذ قلمي,قلت في نفسي:كلا,اليوم هو ذاك اليوم الموعود!!!
رجعت إلى سريري,فلبست إحدى ملابسي المبعثرة والمليئة بالغبار,وانطلقت إلى المدرسة عن إحدى الطرق البعيدة,ودخلت المدرسة من إحدى أبوابها الأمامية الممنوعة.وعندما دخلت المدرسة كان جميع الطلاب يمارسون التمارين الصباحية,فقمت بهذه التمارين مع الصف الثالث الإبتدائي وعندما انتهيت وحان وقت الدخول للصفوف,دخلت مع الصف الثالث الثانوي وبقيت طوال اليوم مع ذلك الصف.
وعندما حان وقت المغادرة بقيت في الصف ساعة إضافية أرى السبورة التي أمامي كيف يتسلل الضوء ويغيب وأنا أتسأل:هل أنا أقاوم التكرار؟
رجعت إلى بيتي,فقبل دخولي لمنزلي,طرقت بيت جاري,فأدخلني وأصر على بقائي عنده...فأكلت الحجارة وتسامرنا الزيت...
وعندما حان وقت الدراسة,أخذت كرسيًا عتيقًا ووضعت كتبي عليه وبدأت أحل وأحل,وبعد فترة أجبرني النعاس على النوم على ذلك الكرسي.
وفي الصباح الباكر,جلست على الطاولة,وتسألت:هل قاومت التكرار؟ فصرخت بأعلى صوتي قائلا:نعم,لقد قاومت التكرار!
لقد أصبح التكرار مرضٌ يصيب الكثيرين من الناس,فكيف سيتخلصون منه؟
محمد لباد 11-5-2007م